الثروة الحيوانية تحتاج تضامن الحكومة والقطاع الخاص

الثروة الحيوانية تحتاج تضامن الحكومة والقطاع الخاص

توظيف اقيام الاستيرادات في تفعيل الصناعة الزراعية يحقق جدوى اقتصادية كبيرة للبلد حيث يحافظ على دورة راس المال داخل العراق ويوفر فرص عمل كثيرة لشريحة واسعة من الشباب في القطاع الزراعي والقطاعات الساندة لاسيما مع توفر مقومات تنمية هذه المنتجات محليا.

هذا ما اكده عضو منتدى بغداد الاقتصادي جعفر ياسين في حديث له مشددا على اهمية الحفاظ على دورة راس المال داخل العراق من خلال تفعيل العملية الانتاجية في القطاعات الزراعية والصناعية لاسيما في الانتاج الحيواني الذي يشهد ارتفاعا متواصلا في الطلب على منتجاته التي يتم استيرادها من الاسواق الاخرى.

واضاف في حديث له ان العمل على تنمية الانتاج لابد ان يبدا من القطاعات التي تملك مقومات النهوض بمفاصلها وتحقق الجدوى الاقتصادية للبلد كما تساهم في معالجة جملة من المشاكل التي يعانيها البلد في مقدمتها النقص في فرص العمل حيث ان التوسع في الانتاج يعالج هذه المشكلة في توفر فرص في المصانع الجديدة وفي اسواق عرض المنتجات ونقل البضائع ومجالات الاخرى .

واشار الى ان البلد يمتلك 96 معملا لمنتجات الالبان متوقفة اغلبها عن العمل ويمكن تفعيلها واعادتها الى مرحلة الانتاج الفعلي لافتا الى اهمية ان يكون للقطاع الخاص والحكومة دور تفاعلي في هذا النشاط حيث الحاجة الى جهود الحكومة من خلال تشريعات تساند المنتج الوطني وتوفر البيئة المناسبة لتفعيل الانتاج اما القطاع الخاص فتقع عليه مسؤولية النهوض بالعملية الانتاجية كما ونوعا.

ياسين اشار ان العام 2012 شهد استيراد مشتقات الحليب من اسواق دول الجوار تجاوزت مبالغها الكلية ( مليارا و200 مليون دولار) مؤكدآ امكانية توظيف هذا المبلغ في الصناعة الوطنية وانتاج افضل مشتقات الحليب محليا لاسيما ان العراق يملك خبرة كبيرة في هذا المجال.

ولفت الى ان استثمارا في الثروة الحيوانية امر في غاية الاهمية مشددآ على اهمية ان نبدأ من حيث انتهى العالم المتقدم في هذا الجانب الاقتصادي المهم لكي نستطيع ان نفعل الانتاج ونستخدم افضل التقانات المستخدمة عالميا واقليميا واثبتت نجاحها مشيرا الى ان العراق ابتعد عن تطوير مفاصل الثروة الحيوانية لعدة عقود ونتج عنه تراجع في كميات الانتاج في مفصل الثروة الحيوانية مجملا .

وقال: ان تبسيط الاجراءات الحكومية له دور كبير في عملية جذب الاستثمارات في هذا المفصل الحيوي لاسيما ان العراق يحتاج الى جهود الشركات العالمية المتطورة في هذا المجال والتي يمكن لها استثمار مساحات واسعة في الصحراء.

وطالب ياسين بضرورة ان يتم اختيار الكفاءات المختصة في ادارة المشاريع الانتاجية والمؤسسات ذات العلاقة بهذا المفصل الحيوي وذلك لتحقيق الاهداف بانسيابية عالية في الانجاز مبينا ان الخبرات يمكنها ادارة العمل بصورة صحيحة واحتواء التحديات التي ترافق العملية الانتاجية.

وعرج ياسين على تجارب بعض دول العالم التي عملت على تطوير مفاصل الثروة الحيوانية كما يحصل في روسيا لافتا الى اهمية الوقوف عند تجربة جنوب افريقيا التي طورت صناعتها الزراعية وحققت الاكتفاء الذاتي ووصلت الى الاسواق العالمية .

وكان ياسين قد دعا الحكومة الى العمل على تغيير هذا الوضع من خلال المبادرة الزراعية ووزارة الزراعة والمصرف الزراعي لإعادة العمل كما كان في السابق لافتا الى وجود حاجة لاستيراد سلالات جديدة من ابقار الحليب من خلال منح إجازات الإستيراد من قبل وزارة الزراعة والاستفادة من الكفاءات التي كانت تعمل مسبقاً في هذا المجال ورفع مبلغ قرض شراء البقرة الواحدة من أربعة ملايين الى ستة ملايين ومنح 100بالمئة من كلف شراء الأبقار وإنشاء الحظائر.

 

وقال ان ما كان ينتج خلال القرن الماضي في العراق من هذه المواد كبير فقد كان إنتاج الحليب يصل من 700-800 طن / يوميا يسلم الى معامل الالبان والان يتم استلام 7 طن/ يوم فقط وكانت هناك قابلية على تغطية حاجة العراق من الحليب والمنتجات وبأسعار مدعومة فضلا عن تصدير الحليب ومنتجاته الى الدول المجاورة وما يتوفر الان في الأسواق المحلية من حليب ومنتجاته مستورد وبأسعار مكلفة على المواطن البسيط.

برمجة وتصميم المرام