شح مياه الفرات ينذر بالخطر

شح مياه الفرات ينذر بالخطر

تنسق لجنة الزراعة والمياه والاهوار البرلمانية مع وزارات الموارد المائية والزراعة والخارجية من اجل تنفيذ خطة عملية عاجلة لمعالجة شح المياه في حوض نهر الفرات الناتج عن سيطرة الارهابيين على سدود في سوريا الى جانب عرقلة الوضع الامني لخطة تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية

وقال رئيس اللجنة النائب فرات التميمي في تصريح خاص ان اللجنة كانت قد استضافت وزير الموارد المائية محسن الشمري والمديرين العامين بالوزارة لمناقشة خطة معالجة شح المياه في حوض نهر الفرات مشيرا الى ان هذه المشكلة جاءت بسبب سيطرة عصابات داعش على السدود والخزانات في الجانب السوري وابرزها سدا الطبقة والاسد.

ولفت الى ان الوزارة تعاني من فقدان السيطرة على السدود والخزانات بسبب تدخل القيادات الامنية، والاستخدام الخاطئ للموارد المائية منبهاً الى ان المحافظات الجنوبية القريبة من ضفاف الفرات تعاني اكثر من شح المياه لاسيما محافظتي ذي قار والمثنى مما حدا بالوزارة الى تعويض النقص في حجم الاطلاقات من بحيرة الثرثار والقناة الاروائية في سامراء

التميمي اشار الى ان اللجنة البرلمانية طالبت بتدخل وزارة الخارجية على خط الازمة بشكل مباشر والضغط على السلطات التركية من اجل زيادة اطلاقات المياه عبر نهر الفرات.

ويرى خبراء ان الموارد المائية في العراق ترتبط بدرجة كبيرة بكمية الامطار والثلوج التي تتساقط في احواض الانهر الرئيسة دجلة وروافده والفرات وكذلك بعملية تشغيل السدود والخزانات المقامة في اعالي الانهر المشتركة في كل من تركيا وسوريا وايران لافتين الانتباه الى انه لا توجد اتفاقية دولية لقسمة كميات المياه بين العراق وهذه الدول مما يجعل الموارد المائية المتاحة للعراق متذبذبة من سنة الى اخرى الى جانب تدهور نوعيتها نتيجة الخزن وبسبب المياه الملوثة المصرفة الى الانهر من مختلف الانشطة الزراعية والصناعية والاستخدامات البـشـرية.

وحذر الخبراء من ان استمرار نقص الايرادات المائية سيكون له تاثير مباشر في تأمين احتياجات العمليات الزراعية وما يترتب على ذلك من تقليص للرقعة الزراعية وانخفاض انتاجية الارض وهجرة السكان من الريف الى المدينة اذ ان نقص كل مليار متر مكعب من الواردات سيؤدي الى خروج مساحة ما يوازي ربع مليون دونم من الاراضي القابلة للزراعة.

وتوقع الخبراء ان يشهد العراق مزيدا من النقص في الموارد المائية وتردي نوعيتها بعد استكمال دول اعالي الفرات مشاريعها الاروائية التي تستهدف استزراع اكثر من 2.4 مليون هكتار تروى من حوض الفرات وحوالي مليون هكتار تروى من حوض دجلة وسيترتب على ذلك حصول عجز في ايرادات نهري دجلة والفرات يزيد على نسبة 43 بالمئة في هذا العام من معدل الايرادات البالغة 77 مليار متر مكعب سنويا منها 50 مليار متر مكعب من دجلة وروافده و27 مليار متر مكعب من الفرات مع تردي نوعية المياه الواردة للعراق

وكانت وزارة الزراعة قد دعمت الفلاحين بأكثر من 500 مليار دينار هذا العام لافتة الى ان الارهاب عرقل خطتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلد من المحاصيل.

 

وقال وزير الزراعة فلاح حسن زيدان في وقت سابق ان المبلغ المخصص لدعم المزارعين بالبذور والأسمدة والأدوات الأخرى بلغ هذا العام 508 مليارات دينار مشيرا الى ان انتاج القمح والشعير يغطي ما نسبته 75 بالمئة من حاجة العراق مبيناً أنه كان من المتوقع أن نصل الى الاكتفاء الذاتي هذا العام 2015 من المحاصيل الزراعية لكن جرائم الارهاب عرقلت هذه الخطة.
مؤكدا وضع خطة لمكافحة التصحر الا ان الوضع الامني جعلنا نطبقها في المناطق الجنوبية كالمثنى والنجف من خلال زرع الحزام الاخضر وتثبيت الكثبان الرملية.

برمجة وتصميم المرام