مثقفون يؤكدون دعم الوحدة الوطنية والقوات المسلحة

مثقفون يؤكدون دعم الوحدة الوطنية والقوات المسلحة

طالب اتحاد الأدباء والكتاب في العراق أعضاءه لهجر ما أسماه بالأبراج العاجية العالية ، وأن يكونوا جزءاً من النسيج الاجتماعي العراقي الفسيفسائي ، "مقاتلين ومتطوعين عن ترابنا ووجودنا واستقلالنا لأننا ضمير الشعب وصوته التنويري والرمزي وخط دفاعه الأخير".

وأضاف الاتحاد في بيان أصدره بشأن الأزمة التي يمر بها بلدنا: "بدورنا نهيب بجميع الأدباء والفنانين والإعلاميين والأكاديميين والمفكرين العراقيين إلى أن يرتقوا إلى مستوى المواجهة وأن يضعوا طاقاتهم في خدمة الحشد الوطني المشترك لطرد الغزاة والإرهابيين".

ويستطرد البيان بأن على النخب الثقافية "أن يدافعوا عن وحدة الشعب العراقي وتماسكه ويدينوا السياسات الخرقاء اللاإنسانية التي بدأت باعتمادها عصابات "داعش" ومن سار معها والمتمثلة بارتكاب جرائم ترقى إلى مستوى التصفية العرقية "الجينوسايد" عرضت مصير ووجود مكونات مهمة من الشعب العراقي إلى الخطر مثل المسيحيين والتركمان والشبك والإيزيديين، فضلا عن العرب ، كما قامت العصابات التكفيرية بامتهان المرأة وانتهاك مكانتها الاجتماعية، وتدمير الإرث الثقافي والعمراني".

البيان تناول أهم الفترات العصيبة التي نمر بها، والمشكلات السياسية والاجتماعية التي طرأت بفعل الأزمة الأخيرة، مطالباً جميع المكونات العراقية للوقوف معاً لصد الهجمات المستمرة التي يمر بها العراق. وعلى خلفية هذا البيان، وقفنا على أهم آراء الأدباء العراقيين ومدى مقبولية هذا البيان في الوسط الثقافي.

الشاعر جبار الكواز يقف تماماً مع البيان في كل ما جاء فيه، على حدِّ قوله، لأنه يعبِّر عن موقف وطني سليم وواع ويؤسس لدور فاعل للأدباء والكتاب العراقيين وهم يتوحدون ومحنة الوطن الذي يتعرض لهجمة ظلامية تحاول محو الهوية الوطنية العراقية وطمس عطاءات الثقافة العراقية القائمة على الانفتاح والحرية واحترام الآخر، مؤكداً أنه لا قيمة للمثقف العراقي ما لم يكن متصدراً المشهد الذي نعيشه بكل إشكالياته.

ويرى الشاعر هادي الحسيني أن بيان اتحاد الأدباء جاء في هذا الوقت تحديداً ليضع النقاط على الحروف ويبيّن قوة الحب والتضحية من أجل بلادنا الجريحة! وإن كان على المرء أن يضحي بكل ما يملك فليس ثمة أجمل تضحية من أجل الوطن. مضيفاً أن العراق لا يقسم ما دام أبناؤه الشرفاء يقاتلون من أجل بقائه، ولعل هذه الأزمة التي ستزول قريبا بهمة جيشنا البطل وشعبنا الذي يسانده في كل مكان والبطولات والتضحيات الكبيرة التي يقدمها فنحن لسنا أفضل منهم. كذلك على الأديب العراقي أن يكون جندياً في الخطوط الأمامية للدفاع عن وطنه.وصرّح الحسيني بأنه يدعم بقوة بيان اتحاد الأدباء و"أنا أول جندي سأكون في ساحة المعركة من أجل تحرير كل شبر من ارض العراق ولم يغمض جفن لي ما دامت مدينتنا الحبيبة الموصل بيد الإرهابيين! ستتحرر الموصل قريباً وستشرق شمس جديدة على العراق لنبني وطننا الجميل الذي عانى الكثير من الظلم والإقصاء والتهميش". من جانبه أشار القاص والروائي محمد علوان جبر إلى البيان، قائلاً إن اتحاد الأدباء حسناً فعل في إصدار هذا البيان في هذا الوقت، "على الرغم من أني أجده متأخراً قليلاً، فالاتحاد منظمة رصينة وتمتلك تاريخاً مشرفاً في التفاعل مع ما يحدث في الوطن، فضلاً عن أن الأديب والمثقف هو مواطن عراقي أولاً وأخيراً، يمتلك مجسات من الوعي يجعله يتفاعل مع الأحداث الرهيبة التي يمر بها وطننا وجعلته يقف في مفترق طرق وخيارات كثيرة أحلاها مر"، وبيّن جبر أنه لا مناص من المثقف في الإسهام في ما يحدث حتى إذا كان الأمر بحمل السلاح.

ويأسف جبر على التعتيم على البيان الذي لم تبثه القنوات الفضائية، الذي كان من المفترض أن يطبع ليبقى كدرس وعلامة تؤكد رأي المثقف العراقي ولحمته مع وطنه بعيداً عن الادعاءات الرخيصة التي مللناها.

ويتحدث الشاعر طارق حربي عن الوضع الراهن قائلاً إن احتلال "داعش" الإرهابي لمدن عراقية وبسرعة لافتة شكل صدمة كبيرة للعراقيين بكل فئاتهم، ما أدى إلى تنبيه القوى الوطنية والمنظمات والفعاليات والشخصيات إلى التهديد الإرهابي، وتأتي دعوة اتحاد الكتاب والأدباء إلى حمل السلاح دفاعاً عن الوطن، قراءة مبكرة وتأشيراً لمخاطر توسعية إرهابية محتملة، تقف وراءها قوى محلية وإقليمية ودولية.

وأضاف: نحن جميعاً نقف في مواجهة هجمة إرهابية تكفيرية واسعة النطاق، بغطاء سياسي وإعلامي ودعم مالي ولوجستي سعودي قطري، لتدمير النسيج الاجتماعي ومحو هوية العراق وتخريب العملية السياسية تحت ذرائع طائفية! هجمة بدأت بتصفية مذهبية وعرقية وتكسير نصب وتماثيل أعلام وهدم الأضرحة والمساجد والكنائس، وصبغ مدينة الموصل التي ما كانت في تأريخها إلا مدينة تعايش سلمي وباباً عراقياً للفكر الحر والفن والموسيقى بصبغة داعشية إرهابية

هذا والأسوأ منه لا يجعل القلب يرتجف على حاضر العراق المهدد بالتقسيم والضياع والسرقة حسب، بل وإعلان حرب طائفية على بغداد والمدن المقدسة التي وضعت ضمن أهداف وخطط الإرهاب ما يعني توسيع الحرب الطائفية وعمليات الإبادة الجماعية.

مشيراً إلى أنه ليس أمامنا سوى دعم جيشنا الباسل في تصديه للإرهاب ، ودعوة إلى القوى الوطنية والفعاليات والمنظمات إلى أخذ بيان اتحاد الأدباء عنواناً وطنيا في تحشيد الشارع العراقي لدعم الجيش والحكومة ضد الإرهاب القادم من وراء الحدود.

أما الناقد أمجد نجم الزيدي فيؤكد أن بيان اتحاد الأدباء يضعنا أمام سؤال كبير، استمر يؤرق الأدباء وجميع المثقفين طوال فترة من الزمن، وهو ما الدور المناط بالمثقف في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق، أو بأي أداة نواجه هذه التحولات المتسارعة وهذه التغيرات، والأسئلة التي أصبحت تتعاظم كمفترق طرق لتحديد هوية المجتمع العراقي، هل هو واحد أم متعدد، هل هو متماسك ام متشظ؟ كان صمت اتحاد الأدباء في بداية الأزمة الأخيرة بخصوص "داعش" وما يحصل في الموصل، مثار لردود أفعال مختلفة لمعظم الأدباء، الذين أرادوا موقفاً واضحا لاتحادهم، يضع الأدباء في خضم الحراك الشعبي، ويعتقد الزيدي بأن الدعوة الأخيرة بحمل السلاح، هي دعوة لإعادة التحام الأديب العراقي بالمجتمع، 

ليكون جزءاً فاعلاً من هذا الحراك، لإعطاء صورة للآخر المتخندق طائفياً وعدائيا ضد العراق، إذ إن هذا الحراك هو حراك وطني عراقي خالص، اشتركت فيه كل أطياف الشعب العراقي ومنهم الأدباء هذا الطيف الأصيل، الذي يمتلك الوعي المرحلي بأصل هذه الأزمة وامتدادتها، بدون أي انحياز طائفي أو عقائدي أو ايديولوجي.

برمجة وتصميم المرام