جلسة تأبينية للراحلين جليل كمال الدين ومحمود النمر

جلسة تأبينية للراحلين جليل كمال الدين ومحمود النمر

نظمت وزارة الثقافة وبالتنسيق مع الاتحاد العام للأدباء والكتاب حفلا تأبينياً للراحلين الكاتب والمترجم جليل كمال الدين والشاعر الزميل محمود النمر اللذين غادرا الحياة قبل أيام. ابتدأت الجلسة بمقدمة للناقد علي الفواز الذي أعد الحفل وأداره، ذاكرا في معرض كلامه حضور الراحلين بروحيهما ومنجزيهما اللذين أضافا الشيء الكثير للثقافة العراقية وأثرياها كل من جانبه. 

عن الكاتب جليل كمال الدين قال الفواز.. انه أتحف المكتبة العربية بترجماته الممتازة عن الروسية لعيون الأدب الروائي الروسي، وكان حلقة وصل بين أدب الروسية والعربية، ورفد الثقافة في زمن شحيح بمصادر وقمم روائية لا نزال نشعر بالامتنان له ولجهده القيم ونحن نتداولها الى يومنا هذا، كما ستفيد منها أجيال لاحقة لتبقى كسائر جهوده وإسهاماته أثرا خالدا. وعن الشاعر والإعلامي محمود النمر، يقول الفواز انه باق بروحه الجنوبية وتلقائيته، وكأنه الآن حاضر ينظر إلينا من إحدى الزوايا التي طالما ملأها بصوته ومشاكساته وروحه الضاحكة.

و ألقى الناقد فاضل ثامر كلمة مطولة فصل فيها علاقته بالراحل جليل كمال الدين وقراءته لمنجزه، متتبعا سيرته مناضلا ومثقفا عنيدا عانى الكثير من الظروف والاضطهادات من لدن الحكم الدكتاتوري السابق فاعتقل في سجن نقرة السلمان سيئ الصيت. ولم تستقم قليلا حياته إلا بعد مغادرته العراق ليكمل دراسته في الاتحاد السوفييتي آنذاك، ليعود بعدها مكرسا جهده لترجمات كبيرة عن الروسية حيث اعتمدته دار التقدم كمترجم رسمي لها للغة العربية.

وقسم فاضل ثامر عبر ذاكرته الثرية كلامه في تناول سيرة الراحلين إلى جزأين، تناول في الأول السيرة الشخصية والإنسانية لكل منهما، وفي الثاني تركتهما الأدبية والثقافية التي بين أيدينا. فكان الكلام شاملا وتفصيليا لاسيما ما خص به كمال الدين، عادا إياه احدى قامات الثقافة العراقية السامقة. وعن الزميل الراحل محمود النمر تحدث ثامر بمحبة واضحة وبحزن شفيف لفقدانه المبكر، وتطرق إلى بعض المواقف التي جمعتهم والطرف التي كان يعرف بها، كما أثنى على جهوده ونشاطه ودأبه المتواصل في محاولته كتابة الشعر بأصعب أشكاله، قصيدة النثر، منذ محاولاته الأولى وحتى إصداره مجموعته المهمة "وصيفات سيدوري" التي يقول ثامر عنها بأنها مجموعة شعرية ناضجة وحافلة بلغة جميلة، فيها توظيف مميز للأسطورة والتراث، يستشف منها مساس حقيقي بالواقع والمعاناة اليومية وهموم الإنسان العراقي بشكل خاص. 

ثم قرأ السيد خليل كمال الدين شقيق الراحل جليل كمال الدين ورقة عن سيرة ومذكرات الراحل تناول فيها مساحات خاصة وربما غائبة دأب على تدوينها لقربه منه ومشاركته له في أغلب محطاته ومحنه التي مر بها بما فيها أيام اعتقاله لمرات عديدة. 

وألقى الشاعر الفريد سمعان أمين سر اتحاد الأدباء كلمة أضاء فيها الجلسة التأبينية من زوايا أخرى، لاسيما ان الشاعر سمعان عاصر الراحل كمال الدين واعتقل معه في السجن ذاته آنذاك. ركز سمعان كلامه على مسيرة الراحل وإصراره على تخطي الكثير من المصاعب والمضايقات حتى سفره وعودته إلى الوطن فيما بعد.

يذكر أن اتحاد الأدباء والكتاب طالب مراراً بتفعيل قانون رعاية الأدباء ورفع مذكرات إلى البرلمان العراقي بدورته السابقة، وذلك باعتبار أن المثقف هو مسؤولية الدولة وتوفير الحياة الكريمة والرعاية الصحية يعد أحد واجبات الدولة. وقد شهدنا في العامين الماضيين خسارة العشرات من كتابنا ومبدعينا في حوادث واعتلالات صحية، كان بالإمكان تدارك الكثير منها لولا ضيق الحال لغالبيتهم وعدم توفر الإمكانيات المادية أو الصحية التي تكفل علاجهم داخل العراق أو خارجه.

برمجة وتصميم المرام