الـمـثـقـف العـضـوي فــي المجتـمـع العراقــي

الـمـثـقـف العـضـوي فــي المجتـمـع العراقــي

احتضنت قاعة علي الوردي في المركز الثقافي البغدادي في شارع المتنبي محاضرة الكاتب والإعلامي خالد الوادي عن دور المثقف العضوي في المجتمع العراقي في محاضرة مقتضبة دامت 20 دقيقة، أغنتها المداخلات التي تناوب عليها عدد من الباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي. دعا المحاضر فيها المثقفين والكتاب إلى تحفيز الوعي الثقافي وإنتاج شيء جديد،عراقي بامتياز، عادا ذلك من مهام المثقف الفعال والواعي بعيدا عن الدولة، إذ يفتقر الوسط الثقافي إلى الدراسات الرصينة المتخصصة التي تفيد الوطن حسب وصفه..

أشكل الأستاذ محمد جودة، على عدم تفريق المحاضر بين المثقف والمبدع، فقد يلتقيان وقد يفترقان، كنتاج أدبي أو فني على أرض الواقع. كما أثار المداخل ان المثقف العراقي نقل بعضاً من ثقافته إلى الخارج وأسهم بطريقة ما في انتشارها، إذ حرص الكثير من المثقفين والمبدعين العراقيين على مخاطبة الآخر بلغته التي ضمنها الكثير من الإرث والثقافي العراقي.

ونوه الكاتب محمد جبارإلى أن توافر شروط النجاح في الكاتب" المنتج للثقافة" والمتلقي وطريقة إيصال المعلومة شرط اساس لنجاح أي نص أو خطاب أو عمل فني، منوها إلى أن العديد من المثقفين لديهم نصوص إبداعية، ولكن هل تتوفر لهم وسيلة سليمة لإيصال نتاجهم الثقافي إلى الآخر؟ وهل تصالح المثقف مع ذاته أولا ً ليصل نتاجه إلى الآخر بلغه يفهمها الجميع؟.مضيفا.. ان النظرة العميقة للأشياء تتطلب التجرد من الذاتية ليصبح مثقفا عضويا وفاعلاً في المجتمع، كما آمل أن نرى السياسي منصفا لنتاج المثقف ومرحبا بآرائه وان اختلف معها.

 

ابتدأ الباحث جمعة عبد الله مطلك مداخلته بالقول، اننا إذ نضع غرامشي على مائدتنا، علينا الآن أن نمارس فعلاً حقيقياً في فهم ودراسة غرامشي، فمصطلحات مثل الطبقة العاملة والمواطنة والبروليتاريا كلها أسماء مصنوعة في البيئة الغربية، ويراد لها أن تزرع في بيئتنا الشرقية العربية الإسلامية. أصبح كرامشي الاكسير والبحر المخلص لكثير من إشكالياتنا بينما نفتقد إلى تحمل ما يكون عليه حال المثقف، باختصار، إننا نضع غرامشي على مائدة "داعش" ونضع مائدة "داعش" الغرامشية أمامنا، لنتساءل من نحن؟ هناك العديد من النماذج الكبيرة والمهمة في التاريخ مثل الإمام علي وهو أنموذج مكتمل في فكرة ما، أفكارغرامشي نستطيع الاقتراب منها كثيرا والمزاح أيضا لأنها تتقبل مزاحنا، ولكن هيجل لايتقبل المزاح أو الأواصر غير العضوية، نحن أشبه بأشباح تطوف في التاريخ والمواقف، نطرح نماذج مثل المثقف العضوي والعالم الرابع والشرق الأوسط الجديد للخروج من عنق الزجاجة.

برمجة وتصميم المرام