هموم يومية في تجارب نسوية مختلفة

احتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين السبت الماضي بتسع شاعرات عراقيات، يعتلي بعضهن المنصة لأول مرة ، في جلسة جميلة اكتظت بها قاعة الجواهري. قدم الجلسة رئيس نادي الشعر د. جاسم بديوي قائلاً: الانفتاح على التجارب الشعرية الجديدة أمر لا بد منه، وما الجلسة إلا محاولة لكسر قيود الشعراء الذكور على ما تكتبه المرأة. 

تنتمي الشاعرات لمدارس شعرية مختلفة ، مع تفاوت الأعمار والتجربة ، فكان ان حضر شعر التفعيلة وقصيدة النثر والقصيدة الكلاسيكية ولكن برؤية جديدة. افتتحت الجلسة الشاعرة راوية الشاعر قصيدة "بثوب شعر" تلتها الشاعرة سمرقند الجابري، ومن ثم الشاعرة الشابة التي ترتقي المنصة لأول مرة "اية منصور" ، بقصيدة" تأنيب ضمير افتراضي" جاء فيها:

كشعر جارتي شعري، 

مكنسة لأيام غابرة رميتها في حاوية

الجميع بات يكنس تراب ذكراه.

أعقبتها اسرار العكراوي من النجف الأشرف،إذ اكتنزت قصيدتها الكثير من الصور الشعرية الحميمة لتعود بنا إلى زمن القصيدة الكلاسيكية. بثت الشاعرة تجربتها الخاصة وبوح مشاعر لأم فقدت طفلها...

حضرت القصيدة الكلاسيكية كذلك في شعر زينب العابدي،نقتطع منها: 
ها أنت تزرعُ والنيران تنزلق 

والبحر خلفك والأمواج والغرق.

أعقبتها الشاعرة ابتهال بليبل بقصيدة " طفلة كنت " 

طفلة كنت 

يتجمع أطفال الجيران حولي

بالطباشير
أرسم مربعات أيامي وأكتب أرقامها 

تلتها الشاعرة آسيا المالكي لتقرأ قصيدة" كوة "، صور شعرية جميلة، كمن سر جمالها في بساطتها. جاء فيها:

أخوتي مقيدون بقمصانهم،

مقيدون بالهواء،

مقيدون بالصاعقة،

وأنا هنا أقشر الصاعقة، والتهمها، بتلك البساطة...

ثم قرأت الشاعرة حياة الشمري قصيدة " لك الشعر وباسمك يترددُ" غلب فيها صوت الوطن على صوت الشعر. لتختتم الشاعرة ليلى الخفاجي قصيدة" سومرية تكحل عين الجنوب" رقصت فيها عشتار على عزف قيثارة سومرية. ورد فيها:
كاملة الأوصاف، لطيفة الحشايا،

غريبة الأطياف، شرقية الألحان في المرايا

زاهية الألوان، ملهبة الأشواق فاتنة الحنايا.

غلبت هموم المرأة عامة ومفردات الحياة اليومية والتجربة الشخصية على القصائد التي قرئت، فحضرت الأم والحبيبة والأخت والمتمردة. تشترك الشاعرات آية منصور وآسيا المالكي في استنطاق المهمل من الأشياء، قد تحاور آية، كرة أو حبة بطاطا وتصف معاناة تقشيرها، وتصف آسيا حياتها عبر أخوتها.. لم تشغلهن المسائل الكبيرة عن التقاط من يحيطهن من اليومي والمألوف. الجلسة بشرى لشعر نسائي واعد، من المطلوب الاهتمام به.