افتتاح شارع الفراهيدي للثقافة في البصرة

افتتاح شارع الفراهيدي للثقافة في البصرة

بعد مطالبات عديدة منذ سنوات، ومحاولات باءت بالفشل بافتتاح شارع للثقافة والكتابة في مدينة البصرة، يشبه إلى حدٍّ ما شارع المتنبي ببغداد، قامت مجموعة من الشباب أسمت نفسها (إنجاز) بافتتاح شارع الفراهيدي وسط المدينة يوم الجمعة.

الشارع الذي يقع مقابل بلدية البصرة في جزرة وسطية بين شارعين: عام وخدمي، سيِّج بشريط أحمر للدلالة على الحدود الفاصلة بينه وبين المناطق المجاورة، ومن ثمَّ وزع هؤلاء الشباب مجموعة من المناضد البلاستيكية على أطراف هذه الحديقة المسيجة ليتم عرض الكتب عليها، فضلاً عن وجود معارض تشكيلية وفوتوغرافية.

في الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم، توجه عدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين للمكان، بعد حملة إعلانات تدعو الناس للتـــواجد ودعم المشروع

الكتبيون؛ من جانبهم، بدؤوا يتوافدون على المكان، لتجد فرعاً من المكتبة العلمية، ومكتبة المعقدين، وقصر الثقافة والفنون، فضلاً عن بعض المؤسسات الدينية التي شاركت في يوم الافتتاح

غير أن ما يلاحظ وجود النسبة الأكبر من الكتب الدينية في هذا الشارع، ومشاركة خجولة من بعض المكتبات، علماً أن هناك مكتبات مهمة في البصرة لم تشارك يوم الافتتاح، مثل المكتبة الأهلية؛ وهي الأقدم، ومكتبة الفكر، وغيرهما الكثير، إضافة إلى الكتبيين الذين يفترشون كل يوم شارع الكويت بكتبهم المتنوعة ومكتبات شارع الجزائر، فلم يكونوا هناك، وكأن الأمر لم يكن مهيأ له بشكل جيد.

من جانب آخر، فقد كان هناك عدَّة معارض في هذه الحديقة، فقد شاركت مجموعة من الفوتوغرافيين بمعرض مشترك يمثل الحياة اليومية في المدينة، فضلاً عن عرض عدد من التشكيليين لأعمالهم التي كانت تمثل مدارس مختلفة.

بعض زوار هذه الفعالية كانوا متذمرين من مكان العرض أولاً ومن الجو الذي تجاوزت درجة حرارته يومها الـ45 درجة مئوية، فقال أحدهم.. إن المكان غير مؤهل ليكون شارعاً للثقافة، فلا توجد حدود له مثل شارع المتنبي الذي خصص منذ البداية كشارع للقرطاسية ودور النشر ومن ثمَّ تحول عبر الزمــن إلى شارع للكتاب

مشيراً إلى أن الوضع الأمني لا يؤهل هذا المكان المفتوح وسط شارعين ليكون مكاناً لتجمع المثقفين والكتبيين.

من جانبه أشار أحد الكتبيين إلى أنه شارك هذه المرة ليدعم المشروع، غير أنه لا يستطيع في كل مرة أن يحمل كتبه من بيته البعيد إلى هذه المنطقة ويعيدها مرة أخرى بعد ساعة أو ساعتين، فما يميز بسطيات الكتب في بغداد عموماً، وشارع المتنبي على وجه الخصوص وجود المخازن التي تملأ الشارع، وهو ما يجعل بائع الكتب يفترش الأرض بعد حمله لكتبه لأمتار معدودة، إضافة إلى وجود حمالين في الشارع من الممكن أن يقوموا بهذا العمل.

 

ربما تكون الخطوة الأولى مهمة، خصوصاً بحضور ممثل عن مجلس محافظة البصرة الذي افتتح الشارع، ومن المحتمل أن تقوم بعض الجهات بتخصيص مكان مؤهل ليكون شارعاً حقيقياً لثقافة البصرة، التي تقيم أسبوعياً ما لا يقل عن ثلاث إلى أربع فعاليات ثقافية. غير أنه في ظل جو البصرة اللاهب في فصل الصيف، من المحتمل أن الحضور سيتضاءل أسبوعاً بعد آخر حتى ينتهي هذا المشروع المهم، والذي تحتاجه مدينة كبيرة كالبصرة.

برمجة وتصميم المرام