قريب Near: وليم ستافورد William Stafford

قريب Near: وليم ستافورد William Stafford

نقلا عن_شبكة الإعلام العراقي_

 

نستمر في الكلام بهذه الطريقة التي ليست نثرا تماما. ونحن نعلم ليس نثرا تماما ما نتكلمه. هو وقت لنراقب هذا الثلج الكثيف واللايحتمل، يمسنا، قبل أن نغرق قلت هو الوقت لنراقب الثلج المجمد يتردد (قبل التحرك) باتجاهنا من سماء الآخرين الرمادية اصغِ، هو يسقط لا بصمتٍ تماما. وتحته ما نزال أنت وأنا نسير. قد تكون هناك أبواق في البيوت التي نجتاز والطائر الأحمر يراقب من خضرته الدائمة لكن لن يحدث شيء، علينا أن نتوقف نشعل كل ما نعرف، قبل أن نعطى أية إشارة.وليم ستافورد،  شاعر أميركي ولد سنة 1914 من كنساس. درس في جامعات كنساس وسكونسن وايوا. ودرس في جامعتي كاليفورنيا وانديانا وكليتي لويس انوكلارك واوريجون. صدرت مجموعته الشعرية «غرب مدينتك West of Your City» في 1960 ومجموعته «السفر خلال الظلام» Travelling Through the Dark في 1962. و»السنة المستردة» The Rescued Year في 1966 و»ولاءات» Allegiances  سنة 1970 . فهو أستاذ متخصص وشاعر كبير معروف. فما الذي أراد أن يقول في قصيدته «قريب» Near؟ وما هو هذا الشيء القريب؟ هو يتكلم كلاما ليس نثرا تماما (وسنرى من بعد الثلج يسقط ليس بصمت تماما)..إذن هو نثر فيه تحولات، تغيير لم يعد بسببها نثرا تماما. وان الجميع يعرفون أن ما يتكلمونه ليس نثرا تماما. ما الذي لا يجعله نثرا تماما. هل ما يشوب اللغة من أحداث، مشاعر، أوجاع، إشارات، أم انه شعر نثر؟ شخصيا أميل إلى الحال الأولى. هذا في وقت يجب مراقبة الثلج الذي لا طاقة على احتماله. ثلج يجمد ويُجمِد. وانه يمسنا، يصيبنا قبل أن نغيب «قبل أن نغرق». ويكرر القول: ان علينا مراقبة الثلج المجّمِد الذي يتردد وهو يتجه إلينا. هو-الثلج- يأتي من سماء الآخرين الرمادية. فهل سماء الآخرين، يعني أولئك الذين يتمتعون برؤية السماء التي لا تسقط منها ثلوج؟ ام هي سماء المجتمع، البشر الداخنةِ الضاجة؟ ويخاطبنا الشاعر ثالثة، او يخاطبنا ونفسه مرة ثالثة: ان نصغي لما يحدث، لسقوط الثلج، فهو يسقط مثل كلامنا: «ليس بصمتٍ تماما». وكما كان كلامنا ليس نثرا تماما. وتحت هذا الثلج نظل أنت وأنا نسير، نحن اذن نعيش تحت ذلك الأذى، ذلك التهديد، وكذلك نعمل ونقضي حياتنا. قد تكون هناك أبواق، أو موسيقى، في البيوت التي نجتازها، وقد يكون هناك طائر أحمر يراقبنا من الخضرة الدائمة التي هو فيها. لكن لن يحدث ما يغير الحال حتى نتوقف، حتى نشعل ما نعرفه. بعد ذلك، تعطى الإشارة. إشارة الإنقاذ. ذلك كان شرط الخلاص، شرط ان يتوقف الثلج عنا. شرط قاس: نتوقف عن الحركة ويحترق كل شيء فينا. لن تكف الحياة عن إتعابنا، ترويعنا. لا تنفعنا الموسيقى ولا حضور الطائر الاحمر والخضرة. لا الموسيقى ولا الشمس ولا الطبيعة قادرة على حمايتنا، على تغيير الحال وايقاف «سقوط الثلج»، شرط واحد، فيه أيضا نهايتنا: أن نتوقف، وأن يحترق كل ما فينا!

برمجة وتصميم المرام