موت الضمائر... جرحٌ اسود في جسد الوطن قراءةٌ في كتاب صادق العلي

موت الضمائر... جرحٌ  اسود في جسد الوطن قراءةٌ في كتاب صادق العلي

 

 

موقع ديوان محافظة البصرة / مصطفى حميد جاسم

الوطن حاضر بشكل جلي عبر مجموعة من المقالات التي عكست روح الواقع المعاش، ولعل الكاتب صادق العلي قد تبنى هذا الامر في كتابه الذي اصدرته دار المكتبة الاهلية من خلال حيثيات تجلت ان لكل مقالة تجسيد لكل ما لمسه المؤلف، وقد اختار ثرياه الموسوم "الوطن وموت الضمائر"،

حيث شكلت هذه المقالات رقما مهما في كينونة الاحداث التي وقعت في وقتها واغلبها كان المؤلف قد نشرها في العديد من الصحف والمجلات المحلية، واستقطبت الكثير من المتابعين، وتضمن الكتاب بعض المقالات من بينها  "صراع المحاصصة والتكنوقراط، ولعبة الاضداد بين البرلمان والرئاسات، والفلوجة بين ملابسات التحرير والتهجير، سيدة المدن لن تموت، مطار البصرة وجه البصرة المتقدم، المجد للحسين.. المجد للمواقف، المجد للشعر، يوم الصحافة العالمي، المال العام خط احمر، المناصب وخراب البصرة، البصرة بين الولادة والعقم، مصفحات البرلمانيين، بين المثقف والمسؤول، مرابد الامس مرابد اليوم".

الانطلاقة الحقيقية التي انفرد بها العلي عن غيره في كتابه آنف الذكر لاسيما في مسارات الكتابة التي تعتبر حجر اساس او ربما هي اكمال لمشروع كتابي متخصص في خضم احداث جسام.

ومن هنا استطاع  كتاب "الوطن وموت الضمائر" ان يترك  اثرا  شبيها بمبضع الجراح، فمقالات صادق العلي تنوعت في شكلها واسلوبها وطريقة الطرح المنتقاة بعناية، ولا ازيد حين اقول ان مثل هذه المقالات ينبغي اكمال المسير فيها عبر موضوعات تتلائم وطبيعة ما يحيط المجتمع من مآس وفوضى، اي بمعنى ان هذه المقالات لا يمكن عدها مجرد اوراق مبعثرة لا تغني ولا تسمن من معلومة، بل هي مقالات تحرك ساكنا في مضمار الحياة التي يعيشها ابناء العراق من اضطرابات لم تجد سبيلا للسكون خلال سنوات ما بعد عام 2003.

وحسنا فعل حين جمع العلي هذه المقالات بين دفتي كتاب لتكون زادا معرفيا يدرك مضامينه معظم الناس نتيجة ما لحق ببعضهم من فقدان واحداث جسام يسجلها التاريخ ذات يوم باعتبار ان هذا البلد موسوعة تاريخية ومعلوماتية.

فضلا عن كل هذا فأن صادق العلي يعد صاحب مشروع ثقافي له تماس مباشر مع الحركة الثقافية والابداعية التي هي فن الممكن كما يطلق عليها وفي مختلف مفاصل الثقافة والفن والسياسة، وفي هذا الكتاب ابحرنا مع العلي الى صوت الحقيقة وجرس انذار للقادم من الايام، اذ استطاع في كتابه ان يجوس في افكاره المطروحة، وربما هي مغامرة تلك الكتابة ولكن اي كتابة لا تستنطق الواقع ولا تضمد جرحاً حريٌ بها ان تُترك دون تدوين، لعلها تنضج في افق المستقبل المجهول.

برمجة وتصميم المرام