مازن المعمورين يحتفي ... بجثة في بيت داكن

مازن المعمورين يحتفي ... بجثة في بيت داكن

إعلام ديوان المحافظة - عامر الربيعي

احتفت دار ومكتبة شهريار وبالتعاون مع التجمع الثقافي الحديث في البصرة، مع حفل توقيع، لللشاعر العراقي مازن المعموري ومجموعته الشعرية الأخيرة ( جثة في بيت داكن ) ، وبمشاركة عدد من النقاد والمهتمين بالشأن الشعري والثقافي .

مقدم جلسة الأحتفاء ، كان الشاعر والإعلامي صفاء ذياب ، والذي قدم سيرة مختصرة ، عن الشاعر المحتفى بمجموعته الجديدة التي أثارت لغطاً وسط الحاضرين لإفصاحها عمّأ نتحدث به همساً من قتل وتهجير وطائفية.

الشاعر كاظم الحجاج، ألقى كلمة ترحيبية بالشاعر المحتفى به وبمجموعته الشعرية، مؤكداً ، على المساهمة المتميزة للأدباء ومثقفي الحلة، بالمشهد الثقافي العراقي منذ القدم .

تلاه، بورقة نقدية للأستاذ الدكتور ضياء الثامري ، أشار فيها إلى" أن النص الشعري الحديث عندما يتناول الواقع لا يتناوله بالوصف، ولا ينقله كما ألفناه، إنما يشيّد عالمه على أنقاض واقعه الذي انطلق منه، وحسب رؤيته.. كما أن الموضوع في التجربة الشعرية ليس مادة تنقل الواقع بحرفيته.موضحاً، أن عنوان المجموعة كان صادماً ومؤثراً وباعثاً على التأمل إلى حدٍّ كبير، وكأننا أمام عنوانٍ من اللامعقول أو العبث، ليس بسبب ما تحيل إليه مفردة (جثة)، ولكن بتشكيل العنوان كاملاً.ما تغمره لذة من نوع خاص، تستفزه للبحث عن المعاني الموحية، وتفرض عليه نوعاً من الانتباه للمعنى وتجعله يتفاعل معه ويتأثر به.. كل شيء في هذه المجموعة يستفز شعورنا، حجم التجربة التي يعانيها الشاعر تفرض ذلك بقوة، شمولية تلك التجربة، ارتباطها بخلفية فكرية معينة، تجعلنا أمام رؤيا فنية وموقف إنساني واضح.

أما الناقد عبد علي حسن، والذي قرأ ورقته بالنيابة، القاص باسم القطراني، فقال " أن نصوص المجموعة الجديدة قد ولدت في رحم مشروع "ميليشيا الثقافة" و المعموري عضو محرك لهذه المجموعة من الشعراء الذين جرى الاهتمام بمنجزهم محلياً وعربياً وعالمياً حتى عده البعض بأنه المشروع الجديد للشعر العراقي وممثلاً له لما حققه من تفاعل موضوعي مع حراك الواقع.و ما يميز نصوص مجموعة المعموري الجديدة هو قوة الخطاب الإفصاحي الذي يكشف عن اللامرئي في مظاهر العنف والإكراهات التي تواجه الفرد العراقي، فالنص لديه يعتمد الواقعة المتبدية والمحسوسة للمتلقي بعده من مكونات تلك الواقعة ثم يبدأ بضخ المزيد من النصوص والرؤى المتخيلة لبناء المشهد السريالي وبشكل يتماهى جداً ويقترب من الواقعة لتقديم النص الجمالي الموازي والجواني وغير المرئي للمتلقي.

فيما قال الشاعر واثق غازي في ورقته " الجزء الصعب الذي تناقشه هذه النصوص، المتغير المرعب الذي أصاب الواقع العراقي بعد العام 2003، وهو الشرخ الذي سيدوم طويلاً ولا يمكن معالجته فنياً بأي حال، الاقتتال الطائفي، الزيف الديني، الانحلال الأخلاقي، متغيرات تضرب عمق المجتمع العراقي ولم يفق من صدمتها بعد ولم يعتد التعامل معها، مشتغلاً بطريقة سرد الأحداث جعل للمعنى أكثر من دلالة، فمن الجولة الأولى تخبرنا النصوص أنها معنية بمشكلة الآخر التي تتلبس الشاعر فينصهران معاً.

ألشاعر المحتفى به، مازن المعموري ، طالب من الشاعر أن يتجرد من آيديولوجيته لينظر للواقع بعين مغايرة، بعد أن الحركات السياسية في أواسط القرن الماضي قدمت ظاهرة العنف كسمة ثورية ضد الأعداء، واستمرت هذه الظاهرة بالنمو والتغلغل إلى كل مرافق الحياة في العراق حتى شريحة الأدباء التي كانت من المفروض أن تعي خطورة الموقف الذي تواجهه، فكان الانتماء لجهة سياسية يعني إظهار العنف بنفس الطريقة السياسية للأديب المختلف سياسياً وفكرياً أيضاً، وهذا ما جعل النص الأدبي يبتعد كثيراً عن أدبيته، أي أن يكون إبداعاً مكتفيا بذاته.مؤكداً على أن المشكلة التي أنا بصددها تكمن في السؤال عن (الأدبية) وليس عن الخطاب السياسي الذي سحب البساط من الادب الى حاضنة الصراع العنيف ضد الغير بكل أشكاله، وها نحن نعاني من نفس المطب التاريخي للأدب العراقي.دون ألغاء لكل الانجازات الكبيرة للأدب العراقي منذ السياب، فهذا رأي ساذج وتدميري.

بعدها كانت هناك عدداً من المداخلات ، ألتي عبرت عن وجهات نظر مختلفة ، عمقت الرأي الذي يؤكد على القيمة التي تحملها مجموعة الشاعر مازن المعموري، ( جثة في بيت داكن ).

 

  

برمجة وتصميم المرام