الاحتفاء بفوز الروائي ضياء الجبيلي .. بجائزة الطيب صالح العربية

الاحتفاء بفوز الروائي ضياء الجبيلي .. بجائزة الطيب صالح العربية

إعلام ديوان المحافظة - عامر الربيعي

احتفى التجمع الثقافي العراقي الحديث في البصرة، بالروائي والقاص ضياء الجبيلي، والذي فاز بالمرتبة الثانية، عن مجموعته القصصية الثانية بعنوان ( ماذا نفعل بدون كالفينو ) في مسابقة الروائي الطيب صالح العربية لعام 2017  التي أقيمت احتفالية تسليم جوائزها في ألخرطوم في السودان. قدم الجلسة الشاعر والصحفي، صفاء ذياب، وبمشاركة ورقتين نقديتين قدمهما الناقدين من مدينة العمارة علي سعدون وعلي كاظم داود .

 مقدم الجلسة الشاعر والإعلامي صفاء ذياب، أشار في تقديمه إلى أن للروائي والقاص ، تجارب روائية و قصصية ، سجلت له الحضور المتميز في الساحق الثقافية العراقية، ما دفعت بعض الدور لنشر ثلاث من رواياته، إضافة لإتحاد الأدباء وبعض دور النشر العراقية . وأشار المقدم إلى رواياته السابقة وهي وجه فنسنت القبيح، لعنة ماركيز الفائزة بالجائزة الثالثة في مسابقة دبي، ورواية تذكار الجنرال مود، أسد البصرة والمشطور الصادرتين عن دار الجمل للنشر، كما صدرت له المجموعة القصصية الأولى ( حديقة الأرامل ) عن دار سطور العراقية .

الورقة الأولى كانت للناقد علي سعدون والتي أشار فيها إلى أن " ضياء جبيلي يعمد إلى الاهتمام بالتعبيرات الشخصية- العلامات الشخصية في السرد على وجه الدقّة بحسب توصيف مانفريد صاحب نظرية علم السرد الحديث، الأسئلة فقط هي التي تدفع بالقص إلى عبور الضفة النادرة والشخصية التي تفصل بين منطقتين حرجتين، منطقة قص إبداعي تحمل في طياتها نوعاً من المعرفة، وأخرى تسرد الوقائع دون أن نتوقف عندها ودون أن تثير فينا أي نوع من الأسئلة.. غياب الأسئلة في القص يشبه إلى حدٍّ كبير غياب اللمعان في العتمة.

مبيناً أن جبيلي اهتم في أغلب قصص المجموعة بجانبين رئيسين، الأول إنساني، تمكّن من خلاله أن يسرد وقائع الشارع العراقي من خلال حالات خاصة مثل التسول أو القراءة وغيرهما من الحالات، والثانية اهتمامه بالفنتازيا إلى يحيل هذا الواقع عليها.. وقد نجح جبيلي في خوض غمار المضمر من واقعة الاحتلال (في قصة المستشفى التشيكي على سبيل المثال)، بضعة تفاصيل تختص بأطباء يساهمون في طبابة المرضى وهم خارج المنظومة المحتلة، قد يكون وجودهم بسبب الاحتلال ودعواه، لكنهم موجودون في نهاية المطاف، قصصهم السرية جديرة بأن تظهر للعيان، أن تسطع في ضمير المناهضين للحرب باعتبارهم منطقة مشرقة في الواقعة الكالحة والمرعبة وفي اتساع رقعتها المهولة.

أما الورقة الثانية والتي كانت للناقد علي كاظم داود، قد ركز فيها على تجربة الجبيلي عموماً، وماذا نفعل بدون كالفينو ، تحديداً، موضحاً، إنه ربما يدرك كل من تابع نتاجات الجبيلي أنه منشغل بتوظيف أسماء الأعلام الأجنبية في عناوينه، كما يظهر أيضاً لمن قرأ له أنه مهموم باكتشاف العوالم الغرائبية والسحرية التي يمكن أن تنتجها البيئة العراقية، بعد مرورها بخياله الأخاذ.. أي أنه بعبارة أخرى يعد واحداً من بين أهم كتاب السرد الذين حفروا في الواقع العراقي لإعادة إنتاج عوالم ووقائع سحرية قد يندر العثور عليها. الأمر الآخر الذي يبدو موتيفاً دائم الحضور في منظمة جبيلي السردية هو المكان، البصرة، وهي البطل الأسطوري الذي ما يزال يؤثث فضاءات نصوصه، هذا الارتباط الوثيق بالبصرة سينفي أية تهمة قد توجه لجبيلي بسبب الأمر الأول، أي الأسماء الأجنبية في عناوينه.

داود أشار إلى أن المجموعة هذه اتسمت بعدة نقاط، منها: الانسجام الفني بين قصص المجموعة، إذ لا نجد تفاوتاً في مستويات بنائها وإتقانها. والمفارقة كانت عنصراً حتمياً وركيزة أساسية قامت عليها أغلب القصص.. إضافة إلى أن القصص في مجملها مشغولة بهواجس الموت والحياة، ونهاية الإنسان وما يتركه خلفه.. كما تثير قضايا الموت المعنوي وفقدان الإنسان إحساسه بالحياة، عندما يصبح وجوده بلا قيمه وحياته بلا جدوى. فنعثر في القصص على تمثيلات عدّة للموت المعنوي قبل الموت المادي، نصطدم بنهايات مجازية كثيرة لشخصيات القصص قبل نهاياتهم الحقيقية التي تختطها الأحداث.

قبل دعوة الروائي والقاص ضياء الجبيلي، قال مقدم الجلسة " أن مهيمنة الإحتلال شكلت حاضر مؤثر في أعماله الروائية والقصصية .

عن تجربته السردية تحدث القاص والروائي ضياء الجبيلي ، وعن تنقلّه بين الرواية والقصة، قائلاً: ماذا نفعل بدون كالفينو، تشبه كثيراً سؤالنا (بدون البرابرة ماذا سيحدث لنا؟)، هذا السؤال ألاتكالي المليء بالتذمر والخيبة، الذي صاغه قسطنطين كافافي في قصيدته (في انتظار البرابرة).. ورغم أنه ليس هنالك علاقة مباشرة لكالفينو بقصص هذه المجموعة، لكن أود أن استثمر ذكر هذا الروائي والقاص الكبير بين حين وآخر، ليس بداعي التأثر فحسب، إنما هناك ما أودّ أن استشهاد بأقوال كالفينو.

مضيفاً، كانت أعمال كالفينو في أغلبها تتحدث عن الخلاص، وبعض النظر عن هذا الخلاص أو التوبة الأبدية، بالنسبة لراهب، يمكنني الزعم مجدداً إن هذا بالضبط ما حصل معي وأنا أكتب قصص هذه المجموعة، وكما أن لكل ذي حرفة خلاصه الأبدي الخاص في ما يعمل، والمتمثل في نهاية المطاف بلذة الإنجاز، أجدني دائماً ومع الانتهاء من كل قصة ألوذ بهذا الخلاص المعنوي الجميل، حتى وإن كان مجرّداً من صفة الأبدية.

يشار إلى أن الطبعة الأولى كانت من قبل لجنة المسابقة في السودان أما الثانية لها فكانت لدار شهريار في البصرة وفي نفس العام 2017 للطبعتين.

 

         

 

 

برمجة وتصميم المرام