هنا تختبر أمازون الروبوتات

هنا تختبر أمازون الروبوتات

 

تنشط مئات من الروبوتات البرتقالية اللون الصغيرة في مستودع، متقدمة أحيانا ومتراجعة أحيانا أخرى من دون أن تصطدم ببعضها البعض على مسار محدد لنقل آلاف السلع المطلوبة من مجموعة "أمازون" العملاقة عبر الإنترنت.

يجرى هذا المشهد في مركز تلبية الطلبيات الجديد الذي فتحه عملاق التوزيع في أيلول/سبتمبر في جزيرة ستاتن آيلند في نيويورك ليختبر على امتداد 80 ألف متر مربع أحدث التقنيات في مجال علم الروبوتات.

تستفيد "أمازون" من هذه التقنية لتعزيز هيمنتها على مجال التجارة الإلكترونية مع تعاملها بشكل شبه يومي مع ملايين المستهلكين حول العالم.

ويرى البعض في هذا النوع من المراكز تجليا للتهديد المحدق بالبشر الذين قد تسلبهم آلات أكثر ذكاء وظائفهم.

لكن تاي برايدي يدحض هذه المخاوف، مشيرا إلى "أمثلة رائعة" للتعاون بين البشر والروبوتات تتجلّى في مركز ستاتن آيلند الذي يعمل لمدّة 22 ساعة في اليوم مع أكثر من ألفي موظّف بدوام كامل.

وتقّر ديزاني برنارد التي كانت تعمل محاسبة على صندوق في متجر كبير قبل تولي مهامها الجديدة بأنها تفضّل "بأشواط هذا العمل على كلّ المهن السابقة التي زاولتها".

لكن ما هي تحديدا مهام الموظفين في هذا المركز حيث يسود "انسجام بين البشر والروبوتات" على حدّ قول برايدي؟

في ستاتن آيلند، هناك من يوّجه الروبوتات عند الاقتضاء بواسطة هذه السترات الذكية وآخرون يوزّعون البضائع، في حين يجمع عمّال المنتجات الموجّهة لزبون واحد وكلّهم يعملون بواسطة شاشات وآلات مسح ضوئي تسهّل عليهم الانتقاء وتتيح لهم تتبّع السلع باستمرار.

وتاي برايدي الذي تولى سابقا هندسة أنظمة مؤتمتة لرواد الفضاء هو على قناعة بأن استخدام الروبوتات "التعاونية" مفتاح النجاح لتحقيق نموّ وإنتاجية ووظائف أفضل في المستقبل.

روبوت ينظم حاويات في مستودع لأمازون في نيويورك

توزيع متكافئ

منذ أن خاضت "أمازون" غمار تقنية الروبوتات في العام 2012 مع اقتناء مصنّع الروبوتات اللوجستية "كيفا"، وظّفت الشركة 300 ألف شخص ليبلغ عدد موظّفيها اليوم 645 ألفا حول العالم، بحسب برايدي.

ويؤكّد هذا المهندس البالغ من العمر 51 عاما أنه "كلما زدنا روبوتات في مراكز معالجة الطلبيات، استحدثنا مزيدا من فرص العمل"، داحضا مقولة إن "الأنظمة المؤتمتة تقضي على سوق العمل".

غير أن كثيرين لا يشاركونه الرأي. وفي ظلّ الجدل المتنامي حول فتح مقرّ جديد في نيويورك، اضطرت "أمازون" للتخلي عن هذه الفكرة في نهاية المطاف.

ويثير رفض المجموعة أي تمثيل على الصعيد النقابي الريبة.

ويشتبه كثيرون في أن الشركة التي أسسها جيف بيزوس في العام 1995 تستثمر في تطوير الروبوتات لكي تحلّ هذه الأخيرة محلّ الإنسان في نهاية المطاف وتزيد المؤسسة من أرباحها.

غير أن كيغن لينش الخبير في علم الروبوت في جامعة نورثويسترن بالقرب من شيكاغو يرى أن تطوير الروبوتات التعاونية خطوة لا مفرّ منها. وصحيح أن هذا التطوير سيلغي وظائف في "أمازون" وغيرها من الشركات، إلا أنه يساهم في استحداث وظائف جديدة.

وهو يقول "لا شك في أن الروبوتات وتقنية الذكاء الاصطناعي تعود بالنفع على نوعية العيش والرفاه، لكن لا بدّ من تدابير سياسية لضمان توزيع منافعها توزيعا متكافئا كي لا تفاقم من انعدام المساواة على الصعيد الاقتصادي". ويختم "هو تطوّر لا مفرّ منه ويقضي الرهان بمعرفة كيف نستعدّ له".

 

برمجة وتصميم المرام