الهوير(ناحية الشهيد عز الدين سليم حاليا):

الهوير(ناحية الشهيد عز الدين سليم حاليا): مقاطعة إدارية تابعة لقضاء المدينة وكانت سابقا تابعة لقضاء القرنة يبلغ تعداد سكانها حوالي 110 آلاف شخص، حيث تمتد ما بين القرنة التي تحدها من الشرق إلى المدينة التي تحدها من الجنوب الغربي وتشتمل على العديد من المناطق التي منها "الهوير الصغير، وهوير السادة، وهوير عكاب، والخاص وخميسة، والسمايد، وشلهة الحجاج، وشلهة كباشي، والخيوط، وأم الشويج، ومناطق عديدة أخرى. تشتهر الهوير بأنها مركز تجاري، بحيث يبلغ عدد معامل صناعة الحديد والاخشاب قرابة ألفي معمل للأبواب والشبابيك والموبيليا، بالإضافة إلى عمل أهلها بالزراعة. تشتهر الهوير أيضا بمناظرها الطبيعية الجميلة، وبأهوارها التي تمتد حتى حدود محافظتي الناصرية في الشمال الغربي، والعمارة في الشمال الشرقي. من أبرز شخصيات الهوير المرحوم الشهيد عز الدين سليم.

 

شخصيات مهمة من الهوير
الشهيد عزالدين سليم
الشاعر كاظم الحجاج
مقالات مقتبسة تتناول الهوير

 

البصرة ـ عبدالامير الديراوي بين مهنة صنع المشاحيف وورش إنتاج الموبيليا عند عتبات الماء الأولى.. وفوق مساحة القصب والبردي تستقبلك مدن الماء والخير.. وأولها مدينة -الهوير- تلك المدينة التي وجدت لتقي الناس من طغيان مياه الهور واحتواء احتمالات الضرر الذي قد يصيب المناطق القريبة..

 

والهوير قطعة فريدة من الأرض تتوزعها جزر يدعوها الناس (اليزاير) حين تلتقي ببعضها تشكل بمجموعها ناحية الهوير وهو اسم مصغر لكلمة هور أو لكونها تقع عند فم الهور والبداية الطبيعية له وبالرغم من أن الباحثين في تاريخ المنطقة قالوا ان اسم الهوير جاء من كون هذه الأرض ملكاً لشخص يدعى هوير إذ وجدوا ختماً طينياً يحمل اسمه وهو أيضا أول من سكن المنطقة لكن هذا الرأي لا يصمد امام الرأي الأول بكونها تصغيرا لكلمة هور التي يتفق عليها أكثر الرواة ممن التقيناهم في الناحية خلال جولتنا ومعظمهم من كبار السن والباحثين في مثل هذه الجوانب ففي الهور تلمس لدى الجميع حب المعرفة ويتبادلون الامثال والحكايات التارخية ويخوضون حديث الثقافة والعلوم فتشدك اليهم حلاوة احاديثهم وعمق تجربتهم الحياتية في جوانبها المختلفة.. جلسات طويلة تمضيها مع أبناء الهوير فتغوص واياهم في نقاشات هادئة تنسى خلالها الوقت لولا تلك العروض التي يقدمها بعضهم عن حجم المعاناة في حياتهم اليومية فالكلام حول المشكلات يحمل الكثير من المرارة والحزن والالم لان هذه المنطقة عانت الكثير وما زالت تعاني. في بيوت الهوير الطينية وبين ازقتها الضيقة والعتيقة نشأت باقات خيرة من أبناء العراق من الضباط والشعراء والمثقفين تجمع تراثهم ونتاجاتهم الأدبية ديوانيات ومجالس يقصدها الأبناء للافادة من الاحاديث والقراءة ومتابعة امور الحياة الأخرى ولاسيما ان السياسة لا تبتعد عن جلساتهم التي كان يرصدها ازلام النظام السابق حيث فقدت هذه المنطقة (183) شابا من خيرة أبنائها غيبهم النظام واعدمهم ليدفعوا دمهم ضريبة لتلك الأرض الزكية. والهوير أيضا بقعة طافية على بحر من النفط تحيط بها الحياة من كل جانب.. وكان اهلها يتواصلون فيما بينهم بالزوارق والمشاحيف ويمارسون عملهم من خلال هذه الوسيلة يستخدمونها للتنقل والعمل والتجارة، وهي مثلما كل المدن البعيدة تتطلع إلى ان تقام فيها الاسواق وتعمر وتعبد شوارعها وتبنى داخلها المستوصفات والمدارس، لكن حين لم يتحقق للهوير ذلك، فقد بنت نفسها بنفسها منذ زمن بعيد فتوفرت لأهلها مواطن عمل يجلب لهم المورد ويوفر الاكتفاء الذاتي. فكانوا بعيدين وظلوا يعتزمون بأرضهم وبطريقة عيشهم وتجارتهم فقد كانت خيرات ارضهم ومياههم وأهوارهم مواد أولية لنشاطهم الصناعي والتجاري فبدؤوا بتجارة القصب وصنعوا منها الحصران التي تدعى هناك بالبواري وصنعوا حصران الجلوس من البردي أو الجولان كما يسمونه في الاهوار إضافة إلى انهم تعلموا صناعة زوارقهم ومشاحيفهم بأيديهم وطوروها وطوروا صناعات أخرى ليحولوا اليابسة التي يقطنونها إلى ورش عمل كبيرة لا مثيل لها. ناحية بحجم قضاء للهوير حكايات عديدة عن أول من سكن هذه المنطقة والولوج فيها يدخلنا إلى تواريخ طويلة لكن اقربها إلى الذاكرة يرويها لنا الشيخ عبد الله عبد الهادي العبادي الذي يقول: سكنت الهوير عشائر عدة وبيوتات وأسر معروفة لكن قساوة الحياة وطبيعتها أبعدت بعض العشائر عن المنطقة للبحث عن أعمال بمناطق أخرى لكن أكثر العشائر ثباتا فيها هي عشائر الحجاج-العبادة-الذين قطنوها منذ أكثر من 300 سنة وما زالوا يتمركزون بها ويطورون أعمالهم التجارية داخلها، وكذلك عشائر الامارة والبو سويلف والسادة الحلو وعشيرة السعد حتى زاد عدد العشائر المتواجدة هنا إلى (65) عشيرة. وكان الناس يعملون في مختلف المهن الريفية وصيد الاسماك والطيور وتربية المواشي وغيرها. فمنطقة الهوير كانت حلقة الوصل بين المدن الأخرى والاهوار فهي الحافة الأولى للاهوار.. ومنذ تلك الفترة كانت عملية التجارة في القصب والبردي تثير اهتمام الناس أكثر من الزراعة رغم ممارستهم لها لذلك فقد عملوا على تطوير صناعاتهم التقليدية وهناك بيوتات عديدة تمارس أكثر من عمل مثل الحياكة وصيد الطيور والاسماك وغيرها. ويضيف الشيخ عبد الله أن مركز مدينة الهوير محاط بالمياه من كل جانب فهي من الجنوب يحيطها الفرات الذي يلتقي بدجلة في القرنة ومن الشمال والشرق الاهوار.. فهي لذلك تعد جزيرة عائمة على الماء وحتى المركز فهو مقسم على مجموعة جزر كانت ترتبط فيما بينها بأنهار وممرات مائية اما الآن فتربطها مجموعة من الطرق التي شقت حديثا كما كان اهل المناطق يستخدمون المشاحيف للتنقل، والسفن الكبيرة لنقل البضائع من مكان لآخر، وموقع الهوير يبعد عن اهوار الناصرية مسافة 95كم وعن العمارة 105 كم وعن البصرة 85كم وهي تتوسط قضائي القرنة والمدينة وهي أكبر مساحة وسكان من القضاء الذي تتبع له إداريا وهو قضاء المدينة.. فان عدد نفوسها يبلغ (67500) نسمة ومساحة الهوير الكلية (54) الف دونم وان المستغل منها للزراعة حاليا هو (14) الف دونم وأن أكثر المساحات فارغة حيث يمارس الأهالي زراعة الحنطة والشعير والخضار المختلفة والطماطم ولكن بمساحات صغيرة لا تسد إلا حاجة المنطقة.

برمجة وتصميم المرام