كيف استخدم الأوروبيون "القطط" سلاحاً بالقرن الـ 16؟

كيف استخدم الأوروبيون "القطط" سلاحاً بالقرن الـ 16؟

متابعات – ديوان محافظة البصرة

في فترات الحروب عادة ما تسلك الأطراف المتحاربة كل السبل المتاحة لتحقيق النصر، ولهذا السبب عمدت بعض الدول لاستخدام الحيوانات من أجل إنجاز عدد من المهمات الصعبة على جبهات القتال.

استخدم الرومان"فيلة حنّبعل" أثناء الحرب البونيقية الثانية، كما استعمل البريطانيون الحمام لنقل الرسائل خلال الحرب العالمية الأولى، وكذلك كان هناك الكلاب الانتحارية السوفيتية والخفافيش الحارقة الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية. إلى أن وضع أحد الخبراء العسكريين الأوروبيين خلال فترة عصر النهضة خطة لاستخدام القطط في مهمات انتحارية لتدمير مدن وتحصينات الأعداء.

خلال القرن السادس عشر، صنّف فرانز هيلم (Franz Helm)، المولود بمدينة كولونيا (Cologne) الألمانية، كواحد من أهم الخبراء العسكريين، فقد تميز الأخير بخبرته وتقنياته في مجال المدفعية.

وبحسب عدد من المصادر التاريخية، شارك فرانز هيلم إلى جانب قوات شارلكان (Charles V)، ملك إسبانيا وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، أثناء معاركها ضد الأتراك وقدّم كتابات عديدة وصف من خلالها تكتيكات عسكرية جديدة قادرة على تغيير مسار الحروب.

وانطلاقا من طريقة مشابهة لتلك التي اعتمدت خلال العصور الوسطى بالمناطق الإسكندنافية وروسيا والصين والتي اقتصرت على تثبيت أجسام خفيفة الوزن وسريعة الالتهاب على ظهر الحمام قبل إطلاق سراحه نحو المدن المحاصرة لإحراقها، وضع الخبير في مجال المدفعية فرانز هيلم خطة جديدة قرر من خلالها الاعتماد على القطط لإرباك العدو وإحراق مدنه.

من خلال كتاباته عن النيران والحرب التي ظهرت في حدود العام 1530، قدّم فرانز هيلم صورا لقطط مزودة بأجسام شبيهة بالصواريخ والأحزمة الطائرة (jet pack).

ورغم غياب تكنولوجيا الصواريخ وانتشار البنادق والمدافع حينها، إلا أن المؤرخين المعاصرين اتجهوا لتلقيب القطط التي رسمها فرانز هيلم بـ "القطط الصواريخ"، حيث آمن كثير منهم بإمكانية وجود تصور مستقبلي لأسلحة القرون التالية لدى خبير المدفعية المنحدر من كولونيا.

وعلى الرغم من وجود العديد من أسلحة الحصار المتقدمة حينها كالمدافع، فضّل فرانز هيلم الاعتماد على القطط لتدمير المدن المحاصرة، مؤكدا على قدرة هذه الحيوانات على المرور إلى داخل المدن بفضل صغر حجمها وسرعتها وخفة حركتها.

وبناء على ما نقله خبير المدفعية، كان من الضروري جمع القطط التي تغادر المدن المحاصرة وتثبيت نوع من الجرّات الصغيرة المليئة بالمواد سريعة الالتهاب إلى ظهرها. ومن ثم يتم إشعال محتوى الجرّة قبل أن يطلق سراح القط باتجاه المدينة.

وعلى حسب خبرة فرانز هيلم، يتجه القط حال إطلاق سراحه للاختباء بإسطبلات ومخازن حبوب المدينة، وبذلك يتسبب القط باندلاع حريق هائل بها وإتلاف جانب كبير من منشآتها الحيوية.

وتماما كمخططات العديد من الأسلحة التي جاء بها العالم الموسوعي الإيطالي ليوناردو دافينشي، يؤمن المؤرخون المعاصرون بأن فكرة القطط الصواريخ لفرانز هيلم قد بقيت حبرا على ورق، حيث تغيب المصادر التي تؤكد استخدامها بإحدى المعارك

برمجة وتصميم المرام