أكثر من نصفِ قرنٍ مر على إنشاءه "سايلو البصرة ينتظرُ رفيقاً لدربهِ الطويل

أكثر من  نصفِ  قرنٍ  مر على إنشاءه "سايلو البصرة  ينتظرُ رفيقاً  لدربهِ  الطويل

 

 

موقع ديوان المحافظة : عادل شهاب الأسدي                                                             

   يعد سايلو البصرة من الهياكل الإرتكازية الأساسية لجميع محافظات العراق كونه المصدر الرئيس لخزن وتصدير الحبوب المحلي منها والمستورد, وبالنسبة  لمحافظة البصرة كونها الميناء الوحيد للعراق ولأهمية موقعها المطل على الخليج تم بناء سايلو البصرة حيث اختيرت ضفاف شط العرب كموقعٍ استراتيجيٍ لبنائهِ  وذلك للاستفادةِ من ممرهِ المائي للملاحةِ عبر السفن والجنائب التي تؤمهُ والمحملة بأنواع الحبوب فضلاً عن النقل البري.

الموقع  والأهمية  إلأستراتيجية .

وُضِعَ حَجر الأساس لهذا المشروع  الاقتصادي العملاق في العهد الملكي سنة / 1955 / وتم  تنفيذه وإنشائه في  فترة  حكم الرئيس عبد الكريم  قاسم عام/1958 / حيث ساهمت في بنائه كبرى الشركات العالمية المساهمة,  فمن ناحية الهندسة المدنية  قامت ببناء الهيكل الخارجي للسايلو وملحقاته  الشركة  الأمريكية ,  ومن الناحية  الميكانيكية  كان لشركة بولر) فيما قامت  شركة (سيمنز) الألمانية  بتجهيزه من الناحية الكهربائية, وَلِما  تتمتع  بهِ تلك الشركات المنفذة  من رصانة عالية وخبرة كبيرة في هذا المجال انعكس  ذلك  على  متانة البناء  وقدرته على المطاولة والصمود  طيلة  تلك  العقود  التي مرت عليه  وعلى البلاد والتي لم  تك عادية وطبعيه  بل  كانت مثقلة بالأحداث والمفاجئات المدمرة, هذا ما ذكرهُ  مدير سايلو البصرة رئيس  مهندسين عبد الكريم  سلمان  خزعل  .

 يتخطى  سايلو البصرة  اليوم العقد السادس من عمره إلا انه يقف وكأنه شابا  يافعا لم يحال إلى التقاعد إلى هذه الساعة متحديا عاديات  الزمن شامخا بصومعته السامقة  معانقا أصبوحات البصرة  تهدهده  مويجات شط العرب ونسائِمُه العِذابْ. لقد تعرض سايلو البصرة للدمار والتخريب مع ما تعرضت  وتتعرض  له اليوم  سائر البلاد.  

يشكل  سايلو البصرة أهمية استراتيجية كبيرة وصرح  تأريخي عريق  ليس أقل عراقة  لمدينة  مثل البصرة  وقد تم  بناؤه في وقت كان فيه نفوس العراق لا تتعدى السبعة ملايين نسمة ما بالك وان نفوس العراق اليوم  تجاوزت  الثلاثين  مليوناً  .

آلية  العمل  ومعوقاته

وعن  الكيفية  التي  يعمل بها السايلو  أوضح   مدير فرع  تجارة  البصرة  سمير علوان، أن "الطاقة  الإنتاجية  والتخزينية  القصوى  للسايلو تصل   إلى/ 165 ألف طن/   ويحتوي على   102 مخزنا - 72  -  تكون على  شكل حلزوني   تتراوح  سعة الواحد منها  من - 700 - إلى - 800 - طن  فضلا عن المخازن النجمية  وعددها - 30 - مخزنا  سعة  المخزن  بين 140- -إلى 160- - طن".

وتابع  مدير الفرع  قوله "قبل  ثلاثة أعوام  كانت  مدينة  البصرة  بحاجة  إلى 28 ألف طناً  شهريا واليوم  تحتاج إلى  32 ألف طنا  من  الحبوب  أي  بزيادة (4)  آلاف طناً  ويعود  السبب  إلى الزيادة  السكانية  المتوالية  لمدينة  البصرة  ما  يعني  ان الحاجة  على  طلب الحبوب  في  تصاعد  مستمر",  مؤكدا على  ضرورة  تأمين  الجانب  الأمني  الغذائي لحياة  المواطن ولكننا  نقولها  اليوم   بكل أسف لا يتوفر لدينا هذا الجانب الحيوي  والمصيري  للمواطن  لأن  سايلو البصرة  الذي أرهقته أعباء  السنين  وما لحقه  من  دمار من عمليات  نهب  وتخريب  أدى  إلى  تراجع  في  خطوطه  الإنتاجية  وقدراته  الفنية  والميكانيكية  إذ  كثرة  توقفاته  وزادت عطلاته  وما زاد  في استمرارها  هو عدم  توفر قطع  الغيار (السبيربارت) التي  نستطيع  من خلالها  السيطرة على  تلك  العطلات  ومعالجتها على  الوجه  الأكمل.

 وأشار علوان  إلى " مسألة مهمة  وحيوية  تتمثل  بضرورة   إنشاء مشروع   سايلو  جديد  على  شط  البصرة  يكون  موقعه  قرب الناظم  وخط  السكة الحديدية  في  نفس الوقت,  وقد   سبق  وتحدثنا  في  لقاء  خاص  مع  مسؤولي  الحكومة  المحلية  بهذا  الشأن  لتأمين  الجانب  الغذائي  لأبناء البصرة  والذي   يشكل  خزينا  احتياطا  وهو المعني  بهذا  الجانب  تحسباً   لأي  طارئ  يحدث  للبصرة ، لأن  البصرة  ليست  من  المناطق  الزراعية  أي  انها   ليست  منتجة  للحبوب"، مبينا  ان " مثل هذا المشروع  لا  يكلف الحكومة  أموالا  طائلة  مقارنة   بأهمية  المشروع  ومن  المعيب  ان  دولة  مثل العراق  أو محافظة  بحجم  البصرة  بكل ما تمتلكه  من  ثروات  وفي  مقدمتها الثروة  النفطية  وذات  بعدٍ  اقتصادي  بالنسبة  للعراق مع ما  تتمتع به من  موارد  كبيرة  ومتعددة  لا  تمتلك  سايلوً  واحداً  أو إنها  لا  تستطيع  أن  تبني  سايلو  حديثا علما  إن  الكلفة  الإجمالية  له  لا  تتعدى -172 - مليون دولار  وبطاقة-  120 - ألف  طن  فضلاً عن  انشاء   مخازن  ودور  تشغيلية   ومحطة  لتحليه  المياه  مع  بناء  رصيف  لرسو الجنائب  إضافة  إلى  محطة  للكهرباء" .

السيطرة  النوعية  وسلامة  المنتج

 وعن  مدى  صلاحية  الحبوب  المنتجة  التي  يستقبلها  السايلو  تحدث  مسؤول  السيطرة  النوعية  في  تجارة  حبوب  البصرة  المهندس  عدنان عبد الكريم  عباس " يتلخص عمل السيطرة  النوعية  بثلاثة  جوانب  هي :- فحص الحبوب  الواردة  للموقع  مع  الحبوب  الصادرة  وكذلك  التسويق المحلي  حيث  تبدأ عملية  الفحص  بسحب  كمية  أو نموذج   يمثل  تلك الكمية  الواردة  أو الصادرة  ويقتصر الفحص في  فروع  تجارة  الحبوب  في المحافظات  والذي   يشمل الرائحة  والشوائب  و نسبة  الرطوبة  - الوزن - النوع وهناك  أجهزة   حديثة  موجودة  للقيام  بتلك المهمة  معتمدة  عالميا   أما بالنسبة  للحبوب الصادرة  فيقتصر عملنا على تجهيز المطاحن  بالحبوب ضمن  خطة   ونسب محددة  من  قبل المقر العام / بغداد  وهذه  النسب  مستوردة  ومجمعة  حسب  الأرصدة  مع  فحص  نوعيات  الرز  الوارد  ضمن  مفردات  البطاقة  التموينية,  وفيما  يخص التسويق المحلي   والمستلم  من  قبل  الفلاحين".

 أوضح   عدنان  أن"   ذلك  يعتمد على  حجم  الجودة  أو النوعية  ويتألف  من  ثلاث  درجات  حيث  يحق  للفلاح الاعتراض على  نتيجة الفحص".

 وتابع  مسؤول السيطرة  النوعية  قوله " هناك  فحوصات  شهرية  ودورية  لغرض الحفاظ  على   سلامة  الحبوب وصلاحيتها  مع   التأكيد على  سلامة  الخزن  من خلال  إجراء  المكافحة  الوقائية  قبل  الخزن  لتكون  المخازن  مهيأة  لاستلام  الحبوب ,  مع  إجراء عملية  مغنطة  للحبوب و المتمثلة   بسحب القطع  الحديدية  والشوائب الأخرى  ان  وجدت  في  كميات  الحبوب الواردة  لمخازن  السايلو   ليتم  التقاطها وعزلها" ..  

ونحنُ  نطوي  صفحة  هذا  اللقاء  نتمنى  أن لا  تُطوْى  صفحة  سايلو البصرة  لما  له  من أهميةٍ  قصوى  يشكل   فيها  قوت المواطن  وأمنه  الغذائي  الجانب الحيوي  والأهم   فيه ..  

 

 

برمجة وتصميم المرام