التراث في المدن المقدسة

التراث في المدن المقدسة

أجرت دائرة التراث في الهيئة العامة للآثار دراسة حول نسبة الإزالة في المباني التراثية فكانت النجف في المرتبة الثانية بعد كربلاء !! وجاء البديل بمبانٍ هجينة بطرازها المعماري الذي لا علاقة له بالتراث العراقي لتلك المدن والذي تشتت بتغليف «الكوبوند» بألوانه الصاخبة.

وضاعت خصوصية المباني النجفية التي تميز بعضها باحتوائها على ست أو أربع طبقات تحت الأرض «السراديب» التي لا يوجد مشابه لها في كل محافظات العراق ومنها سرداب «السن» الذي يثقب الطبقة الصخرية ليصل الى المياه الجوفية ومنها كانت تمرر المياه المستخدمة في تلك البيوتات التراثية.
 
النجف بتأريخها القديم الممتد إلى ما قبل الإسلام كانت متنزها لملوك الحيرة اللخميين واحتوت على أديرة نصرانية يخدمها القسس والرهبان ويقصدها نصارى الكوفة وشعراؤها الذين ذكروا تلك الأديرة في قصائدهم مثل دير ابن مزعوق ودير مارفاثيون ودير مارت مريم ودير حنا وأديرة أخرى.

 

وكما ضاع سور النجف القديم الذي بدا به عضد الدولة في العام372 ، ضاعت العديد من البيوت التراثية في حي الحويش والبراغ والعمارة والمشراق ولم يبق منها إلا القليل المهدد أيضا ببناء الفنادق والمحال التجارية التي ستقضي على كل تراث وتاريخ فن العمارة بهذه المدينة العريقة.
السؤال الضروري الآن يوجه إلى محافظة النجف وهيئة الآثار والتراث بمطالبتها بوضع قوانين صارمة للحفاظ على المباني التراثية بعدم تحويرها أو هدمها إلا بموافقات البلدية والتراث لنبقي لهذه المدينة هيبتها وتأريخها وخصوصيتها كما هو حال بيوتات كربلاء والموصل والبصرة وبعض أحياء بغداد القديمة التي ستتعرض لذات الحالة إن استمر الإهمال على هذا الواقع المرفوض.

برمجة وتصميم المرام