جمعية تشكيليو البصرة .. تحتفي بالرسام المغترب جعفر طاعون
عامر الربيعي
احتفت جمعية الفنانين التشكيليين فرع البصرة، قاعة محمد مهر الدين، اليوم 6/1 السبت، بالفنان المغترب ، جعفر طاعون، أستذكر فيها مرحلة حياته الجديدة في المهجر ، كما قدمت فيها قراءات نقدية لعدد من الفنانين والنقاد . قدم الجلسة الفنان صباح السبهان .
في بداية الجلسة، قدم السبهان ، سيرة فنية للمحتفى به، مستذكراً ، قبولهما معاً، في معهد الفنون الجميلة ، الدورة الرابعة ، وكيف كان متميزاً بنشاطاته الفنية،آنذاك ، وانتقاله لبغداد ، ليدرس فن الكرافيك على يد عديد من الأساتذة المختصين في معهد الفنون الجميلة في بغداد وخاصة الفنان الراحل رافع الناصري . مشيراً لحضوره الدائم وسمعته التي عرف فيها بالعراق ، بالرغم من غربته .
المحتفى به الرسام جعفر طاعون ، أستذكر خطواته الأولى في رحلته للغربة ، حيث قال : غادرت البصرة وأنا أشاهد الموت على الطرقات والشوارع الخارجية عام 1991 ، غادرت وأنا أحمل في مخيلتي صوراً مخيفة ، بعدها عملت في بعض صحف المعارضة العراقية ،آنذاك ، بعدها وصلت السويد وحدد لي الإقامة في مدينة (مالمو) في الجنوب .
مكثت قرابع العام ، دون عمل ، لكن جاءت الفرصة من خلال مشاركتي بسبعة أعمال ، كانت محاكاة للوحات الفنان الأمريكي كيث هارنك ، والتي جلبت الانتباه من قبل المختصين والنقاد، ما فتح الباب لي لتأسيس قاعة أور للفنون التشكيلية ، بدعم من بلدية المدينة ووزارة الثقافة .
وكانت لي الفرصة الثانية بالمشاركة في مهرجان المحرس الدولي في تونس ، الذي استطعت أن أسجل فيه حضوراً كفنان عراقي ، وما زالت قاعة أور تواصل نشاطها بأشرافي ، في إقامة العديد من المعارض وبدعوات لفنانين عالميين من عدة دول قريبة .
وأعرب طاعون ، عن فرحته التي لا توصف ، عن الحضور المتميز والكبير ، لمعرضة الذي أقيم بالأمس ، حيث لقاءه بأصدقائه من الفنانين وحضور العديد من الشباب .
أول الأوراق المطروحة في جلسة الاحتفاء ، كانت للفنان التشكيلي والشاعر هاشم تايه ، والتي قال فيها : الموضوع الذي عالجه الفنان في أعمال معرضه، بصرف النظر عن أشكال تحقيقه في تنويعاته ، موضوع مثير وذو صلة عميقة بآغتراب الإنسان ، وآرتحاله العبثي الآعمى، فعلى كل سطح من سطوح هذه الأعمال نطالع قدمين منفصلتين عن باقي أعضاء الجسد تحرسان بعضهما ، وهما تطوفان عمياوين في وجود بلا علامات .
المشارك الثاني في الحديث عن الفنان ، كان الفنان الأستاذ الدكتور عبد الكريم المبارك ، والذي أشار لمستوى المعرض ، في عرضه لموضوع الغربة التي يعيشها الإنسان في مدينته البصرة والعراق، ما يعني الاغتراب ، وغياب حقيقي لقيمة مدينة بكل معاييرها الإنسانية .
الورقة الثاني ، كانت للناقد التشكيلي الفنان مهدي السبهان ، والذي أشار فيها ، إلى القيمة الفكرية التي تناولتها الأعمال المعروضة ، وسعيه لتقديم الأفكار التي يحملها في ذهنه عبر التجريدية التعبيرية ، والتي هيمنت على أعماله ، كافه ، أما إستخدامة لتقنية الرسم واللون ، فاختار أقلها ، عدداً وأكثرها تعبيراً ، موصلاً من خلالها عن أفكار الغربة والضياع في عالم تسوده الكثير من الأوضاع التي تسهم في غربته واستغلاله .
في ختام الجلسة ، عبر الفنان جعفر ، عن فرحته وغبطته ، بهذا الاحتفاء الذي شاهدة وتلمسه بشكل غير متوقع في معرضه وفي هذه الجلسة ، واعداُ بالعودة بأقرب فرصه متاحاه .