فرقة المسرح الجماهيري ... وجوه وتجارب

موقع ديوان المحافظة -عامر الربيعي:

للبصرة دور متميز وحضور  مع بدايات المسرح في العراق ، لم يعرف التوقف بل التطور عبر أجيال، تعلمت من الذين سبقهم وتعلموا من التجارب والنظريات الجديدة المطروحة في الفضاء المسرحي العالمي والعربي والعراقي، أسست فيها العديد من الفرق المسرحية في النوادي الاجتماعية والرياضية والمدارس والنقابات المهنية، أسست الى ثقافة مسرحية اجتماعية، حتى بات الحضور إلى المسرح من السلوك الاجتماعي، بل وشجعت العديد من العوائل أبنائها للمشاركة في هذه الفرق، حتى تكونت أجيال مسرحية أثرت في إغناء هذه الثقافة .

فرقة المسرح الجماهيري أسسها عدد من الفنانين الهواة عام 1972 منهم علي الزبيدي، كامل ألأزرقي، حكمت السعداوي، محمود أبو العباس، حيدر الشلال، ، عبد الفتاح البصري وغيرهم .

قدموا عدداً من المسرحيات ، وهي ( العمود البائد )، ( في انتظار باص المصلحة )، (رماد تحت الألسن ) و( القاتل المجهول) ، بعد التحاق آخر ثلاثة منهم إلى كلية الفنون الجميلة في بغداد، عادوا الى مدينتهم وهم محملين بالخبرة المكتسبة من أساتذتهم ليقدموا مسرحية ( سولارا) تأليف محمد الفيتوري وإخراج محمود أبو العباس، ألتحق معهم الهواة خليل الطيار، جميل سامي، والراحل فارس الفضل، وغيرهم ، أستطاع هذا العمل المسرحي تسجيل حضور جديد لهؤلاء الشباب في المشهد الثقافي المسرحي آنذاك .

في عام 1977 قدمت مسرحية ( انتبهوا أيها السادة ) من تأليف نبيل بدران وإخراج محمود ابو العباس، بعد أنظمام منتهى حاسم و الراحل كارين أرشبير والشهيد سامي غياض، هلال العطية ، عامر الربيعي ومحمد عمر وغيرهم، ليشكلوا حضوراً عزز العمل السابق لهذه الفرقة.

مسرح البساط

من التجارب المسرحية الجديدة على المسرح البصري، قدمت مسرحية ( حكاية وسلاطين ) والمستمدة طريقة عرضها من ( مسرح المقهورين أو المضطهدين )، المؤلف والمخرج محمود أبو العباس ، جعل من الساحات العامة والحدائق مكاناً للعرض، بعد دعوة الممثلين للناس الى الحضور وفرش البساط العربي الذي جلبوه من بيوتهم ، ليجلس المشاهدين عليه، وفي السنة التالية قدم الجزء الثاني منها، وهي تتحدث عن الجهل والتخلف والدعوة الى محاربة الأمية، مستندة في حوارها إلى النص الأصلي والذي يسمح للمشاهد أن يكون مشاركاً في الحوار مع الممثل، المسرحية قدمت في عدد من ساحات الأقضية والنواحي لمحافظة البصرة، لكنها أوقفت بعد أوامر من السلطة.

في عام 1979 استطاعت الفرقة أن تقدم مسرحية ( الخطى التي تنحدر ) تأليف نبيل بدران وإخراج كاظم حسين، بعد أن أنظم الفنان عزام صالح وأثنين من الفنانات وكريم عبد المسيح وبعض الهواة، ليواصلوا عمل الفرقة .

مسك الختام

مسرحية ( السبع في السيرك) من تأليف زكريا تامر و( ثوب الإمبراطور ) من تأليف الدكتور عبد الغفار مكاوي كانت آخر مسرحيتين لهذه الفرقة بعد ان ألتحق بها الفنانين عبد الخالق كريم وصباح حسن وعبد الله عبد علي وعامر جاسم، والتي استطاعت بالجهود الفردية لكادرها أن تقدم هذا العمل المسرحي، تحدياً للمعرقلات التي وضعت أمامه ، لكنه تحدى في تحمل في عدم توفير قاعة التمرينات في مركز المدينة لتكون في مسرح مجمع جامعة البصرة في قضاء شط العرب آنذاك ، بعد ان وفرها المخرج الدكتور طارق العذاري، لتقدم في المركز الثقافي لجامعة البصرة في العشار ، لمدة خمسة أيام، وبعد الطلبات لإعادة عرضها، قدمت في قاعة التربية ( عتبة بن غزوان ) حالياً، رغم مشاكستها الواضحة للنظام آنذاك.

لم تكن هذه الفرقة هي الوحيدة التي تشغل الفضاء المسرحي، بل كانت هناك فرقة تلفزيون البصرة ومخرجها الفنان محمد وهيب ، ونقابة الفنانين ومخرجها الفنان عبد الأمير السماوي وفرقة الساعة مخرجها ألفنان حميد صابر وفرقة نادي الثغر للرائد المسرحي محمد سعيد الربيعي، والعديد من الفرق المسرحية للنشاط المدرسي و ألنوادي الثقافية الاجتماعية في المدينة وألأقضية التي غاب أغلبها عن الساحة ، ترى، هل ستعود ثانية؟؟؟ .    

   

 

                      

برمجة وتصميم المرام