لأول مرة في العراق .. كفيف يقتحم عالم الإعلام ليصبح مراسلا تلفزيونيا في البصرة
صوت البصرة _ خاص
بالرغم من فقدانه نعمة البصر منذ الولادة ، إلا إن الشاب قاسم الحلفي استطاع ان يتجاوز هذه المحنة ويحولها الى منحة ، لتتغير حياته نحو الأفضل و يكون أول مراسل تلفزيوني كفيف البصر في العراق والبصرة بشكل خاص ، استحق على إثرها الإشادة والتقدير .
إذاعة صوت البصرة كانت لها وقفة مع الإعلامي المتميز قاسم الحلفي ليتحدث عن بداية مسيرته في مهنة الإعلام ومحاولاته الأولى لتقديم التقارير المرئية :
حدثنا عن بداياتك في العمل الإعلامي؟
ــ البداية كانت نهاية عام 2017 في إذاعة صوت البصرة عملت مسؤول عن تسجيل تلاوات القران الكريم والأذان والأدعية التي تبثها الإذاعة ، لم يخطر في بالي تقديم البرامج او نشرات الأخبار في حينها لكن بمساعدة زملائي الذين كان لهم الفضل الكبير قدمت أول برنامج إذاعي حمل عنوان "بالقرآن نرتقي" استضفت فيه جل قراء البصرة وحفظة القران الكريم ، بعدها باشرت بالعمل على تسجيل البرامج وتغطية المؤتمرات الصحفية والأحداث على الساحة البصرية ، فضلا عن عمل برنامج ميداني لتغطية المواكب الحسينية المتفردة التي تهتم بالمصابين بأمراض السرطان ونشر الوعي الثقافي بين الناس .
ماذا عن محاولاتك لكتابة الأخبار والتقارير التلفزيونية ؟
ــ كانت لي محاولات شبه مستمرة لكتابة الأخبار الصحفية لإحدى القنوات القرآنية حسب إمكانياتي التي اعتبرها محدودة ولا تصل لحد الاحتراف ، وفي الاونة الأخيرة اشتركت في دورة اعداد المراسل التلفزيوني التي نظمتها اذاعة صوت البصرة تحت اشراف الصحفي البصري المعروف ايهاب الركابي ، وكان في بالي تقديم تقارير اذاعية او الاستفادة من المعلومات في الدورة ولم اكن اتوقع تقديم تقارير تلفزيونية لو لا مساعدة زملائي من كادر الاذاعة وانا الان في طور المراسل التلفزيوني المبتدأ لان هذه المهنة تتطلب عمل شاق وجهد ووقت للوصول الى درجة الاحترافية في العمل .
ما هو اول تقرير تلفزيوني لك وعن ماذا يتحدث ؟
ــ بدأت بالعمل الميداني قبل شهر تقريباً وعملت أكثر من تقريرين بالصوت والصورة من ضمنها تقرير تلفزيوني عن احدى الطالبات البصريات التي تعرضت الى حملة تنمر في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الفهم الخاطئ لرسالتها العلمية ، فضلا عن تقرير يتحدث عن معهد النور للمكفوفين .
كيف تكتب وتقرأ التقارير الصحفية ؟
ــ التكنولوجيا والتقنيات الحديثة كفيلة بمساعدتي ومساعدة الكثيرين من فاقدي البصر للولوج والغور في هذا العالم ، وانا شخصياً استخدم تطبيق معين يحول النص الى صوت منطوق .
هل واجهت صعوبة اثناء عمل هذه التقارير ؟
ـ لم أواجه أي صعوبة معينة تذكر في تأدية عملي الذي احبه كثيراً وشعرت باحساس لطيف وتحول ايجابي من تقديم البرامج الاذاعية المسموعة الى البرامج والتقارير المرئية ، ولا انسى ذكر الاحبة الذين كانوا من الداعمين لي في بداياتي بالعمل الاذاعي واخص بالذكر فلاح النور و ياسمين الدوهان وصولا الى جميع كادر اذاعة صوت البصرة الحالي بدون استثناء . وسأستمر في تقديم التقارير الميدانية الهادفة والمهمة التي تحتوي على رسالة إنسانية .
ما هي رسالتك التي تود ان توجهها لأقرانك من المكفوفين ؟
ـ رسالتي للجميع هي ان لا تكون الاعاقة سبب لليأس في هذه الحياة ، بل يجب المواصلة والطموح موجود وحق مشروع لكل انسان في تحقيق مبتغاه على اعتبار ان الإعاقة ليست إعاقة الجسد؛ بل إعاقة الروح، وخور الهمة، وعندما تتوفر الإرادة القوية يستطيع المرء أن يوظف قدراته ويتجاوز العقبات ويحقق النجاح .
في الختام نود ان تُطلعنا على أهم مشاريعك الإعلامية القادمة ؟
ــ سأركز في قادم الأيام على عمل برامج تلفزيونية هادفة تخص الفئات المضطهدة في المجتمع كالمعاقين الذين يتعرضون للتنمر من قبل البعض وفئات أخرى لم تأخذ دورها بشكل كاف ، وأتمنى ان أطور من إمكانياتي ضمن مجال العمل الإعلامي .